الاكتئاب ليس مجرد حالة عابرة من الحزن، بل هو اضطراب نفسي يؤثر على الحالة العامة للشخص ويؤثر على جودة حياته.
تأتي أعراض الاكتئاب بأشكال عديدة وتختلف في شدتها، ولكن عندما تجتمع معًا يمكن أن تصبح قوية ومدمرة.
وعلى الرغم من أن الاكتئاب يعد من الأمراض النفسية الشائعة في جميع أنحاء العالم. إلا أن الكثير من الناس لا يتحدثون عنه ويشعرون بالخجل من طلب المساعدة.
تهدف هذه المقالة إلى توضيح أعراض الاكتئاب والأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوثه.
ما هو الاكتئاب؟
هو اضطراب في الصحة النفسية للفرد، يترتب عليها حالة نفسية يشعر فيها المرضى بالحالة المزاجية السيئة والحزن الشديد والمستمر لفترة طويلة من الوقت، وفقدان الاهتمام بالأشياء الممتعة، مما يؤثر على سلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين.
كما يؤثر على صحتهم الجسدية، ونظرًا لاختلاف شدة المرض ومداه، فإن العلاج المناسب يتطلب فهمًا دقيقًا لحالة كل فرد.
إقرأ أيضا:الاضطراب ثنائي القطب: أسباب أعراض و7 طرق للعلاجاعرف المزيد عن ما هو الاكتئاب
الأسباب الشائعة للاكتئاب
العوامل النفسية والبيئية والجسدية أحد الأسباب الشائعة للاكتئاب، ومن بين تلك الأسباب والعوامل المسببة لذلك العرض ما يلي:
- تجارب الحياة الصعبة.
- الضغوط النفسية في العمل أو المدرسة.
- الاضطرابات الهرمونية، ونقص الفيتامينات والمعادن.
- التاريخ العائلي للإصابة بذلك العرض.
- فقدان الحبيب.
- التعرض للإجهاد المستمر.
- الصدمات النفسية والضغط النفسي الشديد.
- الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب وضغط الدم والتهاب المفاصل ومشاكل في الغدة الدرقية.
- التعرض للعنف.
- تعرض المريض لمشاكل في الحياة الاجتماعية، مثل فقدان العمل أو العلاقات العائلية السيئة.
ومن أجل الحصول على تشخيص دقيق، يجب إجراء فحص طبي شامل وتقييم نفسي للوصول للتشخيص الصحيح والحصول على العلاج المناسب.
إقرأ أيضا:ما هو الاكتئاب
أعراض الاكتئاب
تختلف الأعراض المتعلقة بالاكتئاب من شخص لآخر، مما يجعلها ظاهرة غامضة يصعب فهمها، حيث يتطلب الأمر النظر بدقة لكافة التفاصيل النفسية والسلوكية المتعلقة بكل شخص، ويمكن تلخيص تلك الأعراض في النقاط التالية:
أولا: الأعراض الجسدية للاكتئاب
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى ظهور عدة أعراض في الجسم، يمكن تلخيصها في التالي:
الآلام والأوجاع
ترتبط الأعراض الجسدية للإكتئاب بزيادة حساسية المصاب للآلام التي يمكن أن تصاحب الاضطرابات النفسية.
وتظهر هذه الأعراض عادة في الرأس والظهر والمفاصل والعضلات، وتشعر المريض بعدم الارتياح، بحيث تزداد شدة الألم خلال ممارسة المهام اليومية، بما في ذلك العمل والتمارين الرياضية.
إقرأ أيضا:ما هو الاكتئاب
الاضطرابات الهضمية والنوم
تتضمن الأعراض الجسدية للاكتئاب الاضطرابات الهضمية، مثل الاسهال والإمساك وفقدان الشهية والانتفاخ البطني.
كما يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من اضطرابات في النوم، مثل الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل كافٍ، وهذا قد يؤثر على أدائهم في العمل والحياة الاجتماعية.
أعراض الاكتئاب النفسية
بالإضافة إلى الأعراض الجسدية التي يمكن أن يسببها ذلك العرض، يمكن أن يظهر الاكتئاب على شكل أعراض نفسية، كالتالي:
التشاؤم وضعف الثقة بالنفس
يشعر مرضى الاكتئاب بالتشاؤم وعدم الامتثال للأمور الإيجابية، وعادة ما يعتقدون أن الأمور ستسير بشكل سيء، كما يعانون من ضعف الثقة بالنفس والشعور بأنهم غير قادرين على إنجاز أي شيء.
الحزن واليأس
يمكن أن يعاني المصابون بالاكتئاب من الحزن واليأس، وهذا يمكن أن يتلاشى بمجرد التحدث مع شخص يستطيع فهمهم.
ومع ذلك، إذا استمر هذا الحزن واليأس لفترة طويلة بحيث يصعب التعبير عن أي شعور آخر غير الحزن واليأس، فقد يكون ذلك علامة على وجود اكتئاب شديد.
الشعور بالعجز
يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالعجز وصعوبة التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يؤثر ذلك على حياتهم الاجتماعية والعملية، كما سيؤدي إلى انعزالهم عن المجتمع وتقليل النشاط الاجتماعي الذي يمارسونه.
اضطرابات الأكل والنوم أحد أعراض الاكتئاب
بالإضافة إلى الأعراض النفسية، قد يواجه المصابون بالاكتئاب اضطرابات في النوم والأكل. فبعض الأشخاص قد يواجهون فقدانًا في الشهية وفقدانًا للوزن، في حين يمكن للبعض الآخر الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.
أيضا قد يشعر بعض الأشخاص بالأرق وعدم القدرة على النوم، . ويمكن أن يؤدي هذا الحال إلى الشعور بالإرهاق والتعب الزائد في النهار.
وعدم القدرة على تنظيم وقت النوم والاستقرار في النوم لأي فترة من الوقت، في حين يمكن للبعض الآخر النوم لفترات طويلة جدا وعدم القدرة أو الرغبة في الاستقياظ.
السلوكيات السلبية
من بين الأعراض المتعلقة بالاكتئاب إصابة الشخص ببعض السلوكيات السلبية التي تؤثر على حياتهم اليومية وعلى سلامتهم النفسية والجسدية.
وتتضمن تلك السلوكيات الانعزال وعدم الاهتمام بالنشاطات اليومية، حيث يميلون إلى البقاء في المنزل والانغماس بالتفكير في الأفكار السلبية، مثل التفكير بالانتحار أو محاولات الانتحار.
ومن المحتمل أن يزيد هذا السلوك من حدة الاكتئاب وتفاقم الأعراض، وبالتالي فإن الأمر يستدعي الاهتمام الفوري والعلاج المناسب.
كيفية التعامل مع أعراض الاكتئاب
يحتاج الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى العناية بأنفسهم والعمل على تحسين نوعية حياتهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجيات محددة. تشمل هذه الاستراتيجيات التغييرات في النمط الحياتي والعلاج النفسي والدوائي.
العلاج النفسي
تحظى العلاجات النفسية بعدة فوائد في علاج الاكتئاب، مثل تعليم المصاب بالطرق السليمة للتعامل مع المشاعر السلبية، تحسين العلاقات الاجتماعية، تقليل الاحتمالية للانتكاسات، تحسين جودة الحياة والصحة النفسية.
وهناك عدة أنواع من العلاجات النفسية التي يمكن استخدامها في علاج الاكتئاب والتي تتم تحت إشراف الطبيب، وهي كالتالي:
العلاج السلوكي المعرفي: يهدف إلى مساعدة المصاب بالاكتئاب على تغيير الأنماط السلوكية والتفكير السلبي الذي يؤثر على مزاجه وحالته النفسية.
العلاج النفسي الاجتماعي: يهدف إلى مساعدة المصاب على التكيف مع الظروف الاجتماعية التي يواجهها وتحسين علاقاته الاجتماعية.
العلاج الدوائي: يستخدم أدوية معينة لتعزيز كمية المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على المزاج.
وتختلف الآثار الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب وتشمل: الصداع، النعاس، فقدان الشهية، الغثيان، الإمساك، والجفاف في الفم.
في بعض الحالات، قد تظهر آثار جانبية خطيرة مثل زيادة القلق والإدمان على الأدوية.
كيفية مواجهة أعراض الاكتئاب ؟
أولا: غير من نمط حياتك
يمكن أن يساعد التغيير في نمط الحياة على التخفيف من الأعراض الخاصة بالاكتئاب. ومن بين هذه التغييرات:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تحديد وقت معين للنوم والاستيقاظ.
- التغذية بشكل صحي.
- التفكير بالأنشطة التي توفر لك السعادة والإيجابية.
ثانيا: اتباع حمية الغذائية وممارسة تمارين رياضية
تعتبر الحمية الغذائية والتمارين الرياضية جزءًا أساسيًا في تحسين صحة الجسم والعقل تأثيرها يظهر على المدى القصير والبعيد.
وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون حمية صحية ويمارسون التمارين الرياضية بشكل منتظم يعانون أقل من الاكتئاب والقلق والتوتر.
ثالثا: الحصول على الدعم العاطفي من أصدقاء أو عائلة أو متخصصين
تلعب الأسرة والأصدقاء دورًا هامًا للغاية في تحسين حالة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. فالتواصل المستمر وتقديم الدعم العاطفي يشجع الأشخاص على مواجهة مشاعرهم بشكل أفضل.
إضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يتواجدون في بيئة داعمة يتحسن حالهم النفسية بشكل كبير.
رابعا: دور المجتمع في دعم المصابين بالاكتئاب
يتعين على المجتمع ككل تبني مواقف إيجابية حيال الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وذلك بتوفير بيئة محفزة للاستشفاء ودعم النفس.
يمكن تحسين الدعم المجتمعي من خلال توفير الخدمات النفسية المتاحة للجميع وتثقيف المجتمع حول كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
الفرق بين أعراض الاكتئاب الحادة والمزمنة
يواجه الأشخاص حالات الاكتئاب الحادة والمزمنة، ولكن يختلفان في مدة الإصابة بهما وشدة الأعراض. يعتبر الاكتئاب الحاد أكثر شيوعًا ويوصف عادةً بأنه يستمر لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا.
بينما يمكن أن يستمر الاكتئاب المزمن لسنوات. إضافة إلى ذلك، فإن الأعراض الحادة تتضمن فقدان الشهية وعدم التركيز وفقدان الاهتمام بالأشياء.
كيفية التعامل مع حالات الاكتئاب الحادة والمزمنة
عندما يعاني الشخص من حالة اكتئاب حادة أو مزمنة، يجب الاتصال بالمصادر المتاحة لتلقي المساعدة والدعم، مثل الأصدقاء والأسرة والطبيب النفسي.
يجب أن يعمل الأفراد على تحديد المسببات للحالة وتجنبها في المستقبل. العلاج النفسي والدوائي يساعدان في التغلب على الأعراض، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج.
وقد يتم إجراء الاختبارات النفسية والجسدية للتحقق من تشخيص الحالة وتحديد المدى الذي يمكن للعلاج المساعدة. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات الفحوص المخبرية، والفحوصات النفسية.
طرق الوقاية من أعراض الاكتئاب
تعد العوامل النفسية والجينية والبيئية عوامل خطر تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، ولكن هناك عدد من التدابير الفعالة التي يمكن للشخص اتخاذها للوقاية من الإصابة به:
- الحفاظ على نظام حياة صحي، والاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية والنزهات في الهواء الطلق
- الحفاظ على اتصال اجتماعي واستخدام الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة
- التعلم عن كيفية التعامل مع التحديات اليومية والعمل على اكتساب مهارات التحكم في العواطف
- تعويد النفس على التفكير الإيجابي والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياته
- تحسين التحكم في العواطف والتفكير الإيجابي، وذلك عبر
- الاسترخاء والتدريب على تقنيات التنفس العميق
- التركيز على الحاضر وتحسين الوعي بالذات
- الحصول على الدعم الاجتماعي والحفاظ على الوضع الاجتماعي الجيد
أخيرا بعد التعرف على أعراض الاكتئاب يمكننا القول بأنه من المهم أن يتم تشخيص ذلك العرض من قبل متخصص والحصول على العلاج المناسب، لذا يرجى مراجعة طبيب نفسي للحصول على المساعدة اللازمة.