زكاة الفطر تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الزكاة التي يجب على المسلمين تقديمها، وتُسدد قبل صلاة عيد الفطر أو قبل انتهاء صيام شهر رمضان.
تعتبر هذه الزكاة واجبة على كل مسلم، بغض النظر عن العمر أو الجنس. إن فرض الزكاة الخاصة بالفطر يأتي نتيجة لتواجد الفطر كسبب أساسي لها، حيث يُعتبر انقضاء شهر رمضان سبباً رئيسياً لوجوبها.
وتم فرضها في السنة الثانية للهجرة، مما يجعلها أحد الأركان الهامة للزكاة في الإسلام.
الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال
هناك اختلاف بين زكاة الفطر وزكاة المال، حيث يتم تقديم الزكاة الخاصة بالفطر في نهاية شهر رمضان، وتستمر فترة تقديمها حتى قبل صلاة العيد.
يهدف إخراج الزكاة الخاصة بالفطر إلى تطهير الصائمين وتأمين الطعام للمحتاجين من المسلمين. وبينما تجب زكاة المال على من وصل ماله للنصاب واستمر عليه لمدة حول، فإن الزكاة الخاصة بالفطر تتوجب على كل من يمتلك قوت يومه فقط.
كمية زكاة الفطر
الواجب هو إخراج مقدار صاع من أي نوع من الأطعمة بحجم صاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يعادل حوالي ثلاثة كيلو غرامات.
إقرأ أيضا:طريقة الوضوء الصحيحةإذا خرج المسلم صاعاً من الأرز أو غيره من الطعام المتوفر في بلده، فذلك يشمله ذلك ويُنفذ الواجب المطلوب، حتى لو كان الطعام غير مذكور في الحديث، وهذا هو الرأي الأكثر تقبلاً بين علماء الشريعة.
ويمكن أيضاً إخراج مقدار الزكاة بالوزن، مثل ثلاثة كيلو تقريباً. يُفضّل إخراجها بمقدار صاع بحسب الوزن المعتاد.
اقرأ أيضا: حساب زكاة المال في 3 خطوات لحساب زكاة المال بمفردك
الأطعمة المقبولة في زكاة الفطر
قد قام تفسير معظم أهل العلم للطعام المذكور في الحديث بأنه البر، بينما فسّر آخرون الطعام بمعنى ما يتناوله سكان البلاد من الغذاء بصفة عامة، سواء كان ذلك الطعام من البر أو الحنطة أو الشعير أو أنواع أخرى.
وهذا هو الفهم الصحيح؛ حيث إن الزكاة تُعتبر وسيلة مادية تقدمها الطبقة الأغنى للفقراء، وليس على المسلم واجب أن يقدم مساعدة مادية للمحتاجين إلا بموارده المتاحة في بلده.
إقرأ أيضا:خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم و8 يستحقون الزكاةومن المعروف أن الأرز هو من الأطعمة الغنية والنفيسة في بعض البلاد، ويُفضل عن الشعير الذي تم ذكره في النص كونه أفضل وأكثر قيمة، مما يوضح عدم وجود مانع من إعطاء الأرز في الزكاة الخاصة بالفطر.
المستحب والواجب في إخراج زكاة الفطر
يجب إخراج هذه الزكاة عن جميع أفراد المسلمين، سواء كانوا صغاراً أم كباراً، ذكوراً أم إناثاً، حرّاءً أم مملوكين.
توقيت إخراج الزكاة الخاصة بالفطر
ينبغي تقديم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأجيلها حتى بعد صلاة العيد، بيد أنه يُسمح بتقديمها قبل العيد بيوم أو يومين.
والوقت المُقترح لإخراج الزكاة هو ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان، حيث يكون معلوماً متى يكون الشهر تسعاً ومتى يكون ثلاثين، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يُخرجون الزكاة قبل عيد الفطر بيومين تقريباً.
طريقة إخراج الزكاة
لا يجوز إخراج زكاة الفطر القيمة نقداً وفقاً للجمهور، بل يجب إخراجها على شكل طعام، تماما كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. لذا يُنصح بإخراجها على شكل طعام بدلاً من القيمة النقدية.
إقرأ أيضا:طريقة صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة وفوائدهااقرأ أيضا: حساب زكاة المال في 3 خطوات لحساب زكاة المال بمفردك
بختام هذا المقال، نجد أن الزكاة الخاصة بالفطر تمثل أحد أركان الإسلام الهامة التي تعكس روح التضامن والرحمة في المجتمع المسلم.
إن إخراج هذه الزكاة يعد فرصة لتطهير الصائمين وتأمين الحاجات الأساسية للمحتاجين، مما يعزز الوحدة والتكافل في المجتمع.
وبالتأكيد، يعتبر فهم الفرق بين هذا النوع من الزكاة وزكاة المال أمرًا ضروريًا للقيام بالواجب الشرعي بالشكل الصحيح وتحقيق الفائدة المرجوة من هذه العبادة.
لذا، فلنستعد لتقديم زكاة الفطر بكل إيمان وسرور، على أمل أن يعم الخير والبركة في المجتمعات ويزداد التضامن والرحمة بين أفرادها.